فصل: (سورة الرعد: الآيات 5- 6)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الرعد: الآيات 5- 6]

{وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُرابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (5) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ (6)}

.اللغة:

{الْمَثُلاتُ}: جمع مثلة بفتح الميم وضم الثاء وفي القاموس: المثلة العقوبة وما أصاب القرون الماضية من العذاب وهي عبر يعتبر بها، وشرحها الزمخشري شرحا لطيفا فقال: المثلة لما بين العقاب والمعاقب عليه من المماثلة. وقال غيره: المثلة نقمة تنزل بالإنسان فيجعل مثالا يرتدع غيره به. وقال ابن الأنباري: المثلة كسمرة العقوبة التي تبقي في المعاقب شيئا بتغيير بعض خلقه من قولهم مثل فلان بفلان إذا شان خلقه بقطع أنفه وسمل عينيه وبقر بطنه.

.الإعراب:

{وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} الواو استئنافية وإن شرطية وتعجب فعل الشرط وفاعله مستتر تقديره أنت يا محمد والفاء رابطة وعجب خبر مقدم و{قولهم} مبتدأ مؤخر وجملة {فعجب قولهم} في محل جزم جواب الشرط الجازم. {أَإِذا كُنَّا تُرابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} هذه الجملة مقول للقول ولك أن تعربها بدلا منه والهمزة للاستفهام الانكاري وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه ومتعلق بجوابه وهو مدلول قوله: {أإنا لفي خلق جديد} والتقدير نبعث أو نحشر واختار أبو حيان أن تكون إذا متمحضة للظرف وليس فيها معنى للشرط فالعامل فيها محذوف يفسره ما يدل عليه الجملة الثانية وتقريره أنبعث أو أنحشر، و{كنا} كان واسمها {وترابا} خبرها، {أإنا} الهمزة للاستفهام الانكاري وان واسمها واللام المزحلقة وفي خلق خبر إن وجديد صفة لخلق. {أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ} {أولئك} مبتدأ والذين خبره وجملة {كفروا} صلة و{بربهم} متعلقان بـ: {كفروا}. {وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ} الواو عاطفة و{أولئك} مبتدأ و{الأغلال} مبتدأ ثان و{في أعناقهم} خبر {الأغلال} والمبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الاول و{الأغلال} جمع غل وهو طوق من حديد يجعل في العنق. {وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ} الواو عاطفة أيضا و{أولئك} مبتدأ و{أصحاب النار} خبره و{هم} مبتدأ وفيها متعلقان بـ: {خالدون} و{خالدون} خبرهم وجملة {هم فيها خالدون} خبر ثان لـ: {أولئك} أو حال. {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ} الواو عاطفة و{يستعجلونك} فعل وفاعل ومفعول به و{بالسيئة} متعلقان بيستعجلونك لأنه ظرف للاستعجال. {وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ} الواو للحال و{قد} حرف تحقيق و{خلت} فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة للالتقاء الساكنين ومن قبلهم متعلقان بخلت والمثلات فاعل خلت. {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ} الواو للحال أيضا وان واسمها واللام المزحلقة و{ذو مغفرة} خبر إن وللناس جار ومجرور متعلقان بـ: {مغفرة} و{على ظلمهم} حال من الناس والعامل فيها مغفرة لأنه العامل في صاحبها والمعنى ظالمين لأنفسهم ومعنى على هنا المصاحبة أي كمع. {وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ} الواو عاطفة وان واسمها واللام المزحلقة و{شديد العقاب} خبرها.

.الفوائد:

في هذه الآية فن من فنون العرب في كلامهم وهو القلب وذلك في قوله تعالى: {وأولئك الأغلال في أعناقهم} لأن الأعناق هي التي تكون في الأغلال ولا عكس ومنه قول رؤبة:
ومهمه مغبرة أرجاؤه ** كأن لون أرضه سماؤه

أي كأن لون سمائه لون أرضه فعكس التشبيه مبالغة وحذف المضاف.

.[سورة الرعد: الآيات 7- 11]

{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (7) اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ (8) عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ (9) سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ (10) لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ (11)}

.اللغة:

{الْأَرْحامُ}: جمع رحم بفتح الراء وكسر الحاء وبكسر الراء وسكون الحاء مستودع الجنين في أحشاء الحبلى وهي مؤنثة والرحم أيضا القرابة والمراد هنا الأول.
{سارِبٌ}: ذاهب في سربه بالفتح أي في طريقه ووجهه يقال سرب في الأرض سروبا وفي المصباح: سرب في الأرض سروبا من باب قعد ذهب، وسرب الماء سروبا جرى وسرب المال سربا رعي نهارا بغير راع فهو سارب وسرب تسمة بالمصدر والسرب أيضا الطريق ومنه يقال خل سربه أي طريقه والسرب بالكسر النفس وهو واسع السرب أي رخيّ البال ويقال واسع الصدر بطيء الغضب والسرب بفتحتين بيت في الأرض لا منفذ له وهو الوكر.
{معقبات}: فيها احتمالان: أحدهما أن يكون جمع معقبة بمعنى معقب والتاء للمبالغة كعلامة ونسابة، أي ملك معقب، ثم جمع هذا كعلامات ونسابات. والثاني أن يكون جمع معقبة صفة لجماعة ثم جمع هذا الوصف كجمل وجمال وجمالات وقال الزمخشري: وقيل {المعقبات} الحرس والجلاوزة حول السلطان {يحفظونه} في توهمه، وتقديره من أمر اللّه أي من قضاياه ونوازله أو على التهكم به.

.الإعراب:

{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ} الواو استئنافية {ويقول الذين} فعل وفاعل وعدل عن الإضمار إلى الموصول ذما لهم بكفرهم بآيات اللّه وجملة {كفروا} صلة و{لولا} حرف تحضيض بمعنى هلا و{أنزل} فعل ماض مبني للمجهول و{عليه} متعلقان بـ: {أنزل} و{آية} نائب فاعل ومن ربه صفة لآية. {إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ} {إنما} كافة ومكفوفة و{أنت} مبتدأ و{منذر} خبر و{لكل} خبر مقدم وقوم مضاف اليه و{هاد} مبتدأ مؤخر والجملة مستأنفة. {اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى} {اللّه} مبتدأ وجملة {يعلم} خبر وفاعل يعلم مستتر تقديره هو وما تحتمل ثلاثة أوجه متساوية أحدها أن تكون موصولة في محل نصب مفعول يعلم وجملة تحمل كل أنثى صلة والعائد محذوف أي تحمله والثاني أن تكون مصدرية وهي مع مدخولها مفعول يعلم فالجملة بعدها لا محل لها ولا حاجة إلى العائد والثالث أن تكون استفهامية {إما} مبتدأ وجملة {تحمل} خبر والجملة معلقة للعلم واما مفعول مقدم لتحمل. {وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ} عطف على الجملة السابقة وتسري على {ما} الأوجه المتقدمة وغاض وزاد يستعملان متعديين ولازمين ومعنى غيض الأرحام وازديادها أفاض فيه المفسرون وخلاصته أن المراد به غذاء الولد في الرحم فإذا خرج الدم نقص الغذاء فينقص الولد وإذا لم تحض يزداد الولد وينمو وقيل ما يتعلق بمدة الحمل والرجوع لمعرفة التفاصيل إلى المطولات أولى. {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ} كل مبتدأ وشيء مضاف اليه وعنده ظرف متعلق بمحذوف صفة لشيء أو لكل وبمقدار خبر والمراد بالعندية العلم بكمية كل شيء وكيفيته على الوجه المفصل المبين أو العلم بوقت كل شيء وحالته المعينة. {عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ} {عالم الغيب} خبر لمبتدأ محذوف أي هو والغيب مضاف اليه والشهادة عطف والكبير خبر ثان للمبتدأ المحذوف والمتعال خبر ثالث ورسمت بغير ياء لأنها رأس آية ولولا ذلك لكان الجيد إثباتها.
{سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ} يجوز في {سواء} أن تكون خبرا مقدما و{منكم} حال من ضميره و{من} موصول مبتدأ مؤخر وهو في الأصل مصدر بمعنى مستو وقد تقدم القول فيه في البقرة ويجوز أن تكون مبتدأ و{منكم} صفة و{من} خبر وجملة {أسر القول} صلة أي أخفاه في نفسه {ومن جهر به} عطف على {من أسر القول}. {وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ} ومن عطف على من السابقة وهو مبتدأ و{مستخف} خبر والجملة الاسمية صلة و{بالليل} جار ومجرور متعلقان بـ: {مستخف} و{سارب} عطف على {مستخف} و{بالنهار} متعلقان بـ: {سارب} وقياس الكلام: ومن هو سارب، والسر فيه أن الموصول حذف وصلته باقية والمعنى ومن هو مستخف بالليل ومن هو سارب بالنهار وحذف الموصول المعطوف وبقاء صلته شائع خصوصا وقد تكرر الموصول في الآية ثلاثا ومنه قوله تعالى: {وما أدري ما يفعل بي ولا بكم} والأصل ولا ما يفعل بكم وإلا كان حرف النفي دخيلا في غير موضعه لأن الجملة الثانية لو قدرت داخلة في صلة الأول بواسطة العاطف لم يكن للنهي موقع وانما صحب في الأول الموصول لا الصلة ومنه قول حسان:
فمن يهجو رسول اللّه ** منكم ويمدحه وينصره سواء

أي ومن يمدحه وينصره سواء.
{لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} له خبر مقدم والضمير مردود على من كأنه قيل لمن أسر ومن جهر ومن استخفى ومن سرب معقبات، و{معقبات} مبتدأ مؤخر و{من بين يديه} صفة لمعقبات أو متعلقان بمعقبات نفسها و{من خلفه} عطف على {من بين يديه} وجملة {يحفظونه} صفة لمعقبات أيضا و{من أمر اللّه} متعلقان بيحفظونه وتقدّم القول في المراد بالمعقبات في باب اللغة ومعنى {يحفظونه من أمر اللّه} أي مما أمر هو به لأنهم يقدرون أن يدفعوا أمر اللّه قال ابن الأنباري: وفي هذا قول آخر وهو ان من بمعنى الباء أي يحفظونه بأمر اللّه وقيل ان من بمعنى عن أي يحفظونه عن أمر اللّه بمعنى من عند اللّه لا من عند أنفسهم كقوله: {أطعمهم من جوع} أي عن جوع وقيل يحفظونه من ملائكة العذاب وقيل يحفظونه من الجن واختار ابن جرير ان المعقبات المواكب بين أيدي الأمراء على معنى أن ذلك لا يدفع عنه القضاء.
وعبارة الفراء: في هذا قولان أحدهما أنه على التقديم والتأخير تقديره: له معقبات من أمر اللّه يحفظونه من بين يديه ومن خلفه والثاني ان كون الحفظة يحفظونه هو مما أمر اللّه به.
{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ} إن واسمها وجملة لا يغير خبرها وفاعل {يغير} عائد على {اللّه} و{ما} موصول مفعول {يغير} و{بقوم} صلة و{حتى} حرف غاية وجر و{يغيروا} فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد {حتى} و{ما} مفعول به و{بأنفسهم} صلة. {وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ} الواو عاطفة و{إذا} ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لشرطه منصوب بجوابه وجملة {أراد اللّه} مضاف إليها و{بقوم} متعلقان بـ: {أراد} والفاء رابطة ولا نافية للجنس و{مرد} اسمها و{له} خبرها. {وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ} الواو عاطفة و{ما} نافية و{لهم} خبر مقدم و{من دونه} حال و{من} زائدة و{وال} مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه مبتدأ مؤخر.

.البلاغة:

1- الطباق في قوله: {اللّه يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد} أي ما تنقص وتزيد.
2- المبالغة أو الافراط في الصفة على اختلاف في التسمية والأولى لقدامة والثانية لابن المعتز والناس على تسمية قدامة وعرفها قدامة فقال: هي أن يذكر المتكلم حالا لو وقف عندها لأجزأت فلا يقف عندها حتى يزيد في معنى كلامه ما يكون أبلغ في معنى قصده وهي أقسام عديدة نوردها مختصرة فيما يلي:
آ- المبالغة في الصفة المعدولة عن الجارية بمعنى المبالغة وقد جاءت على ستة أمثلة: فعلان كرحمن عدل عن راحم للمبالغة، كما تقدم في البسملة، ولا يوصف به إلا اللّه تعالى ولم تنعت العرب به أحدا في جاهلية ولا إسلام إلا مسيلمة الكذاب نعتوه به فقال شاعرهم:
سموت بالمجد يا ابن الأكرمين ** أبا فأنت غيث الورى لا زلت رحمانا

فأما الرحمن فلم يوصف به إلا اللّه.
وفعال كقوله تعالى: {وإني لغفار لمن تاب}.
وفعول كغفور وشكور وودود.
وفعيل كعليم وحكيم وسميع.
ومفعل كمدعس كمنبر الرمح يدعس به أي يطعن كما في تاج العروس.
ومفعال كمطعام ومقدام.
ب- ما جاء بالصيغة العامة موضع الخاصة كقولك أتاني الناس كلهم ولم يكن أتاك إلا واحد منهم أردت تعظيمه ومنه قوله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} فوعدهم سبحانه بجزاء غير مقدر لاخراج العبارة مخرجا عاما لتردد الأذهان في مقدار الثواب.
ج- إخراج الكلام مخرج الاخبار عن الأعظم الأكبر للمبالغة كقوله تعالى: {وجاء ربك والملك صفا صفا} فجعل مجيء آياته مجيئا له سبحانه.
د- إخراج الممكن من الشرط إلى الممتنع ليمتنع وقوع المشروط كقوله تعالى في سورة الأعراف وقد تقدم: {ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط}.
هـ- ما جرى مجرى الحقيقة وقد كان مجازا كقوله تعالى: {يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار} فإن اقتران هذه الجملة بيكاد يصرفها إلى الحقيقة فانقلبت من الامتناع إلى الإمكان.
وهذه مبالغة ظاهرة في جميع هذه الاقسام على أن هناك مبالغة مدمجة وهي قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها وهي: {سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار} فإن مبالغة هذه الآية جاءت مدمجة في المقابلة.
وسيأتي مزيد من المبالغة وأقسامها في مواضع متفرقة من هذا الكتاب.